استاذ الحضارة المصرية القديمة – كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر ( مصر)
المستخلص
كان فيما اختط رمسيس الثاني – مـا أن صعد أبوه إلي السماء تاركاً لـه العرش والحكم ينفرد من بعده بهما ـ أن يبادر بزيارة أمون ملك الآلهة والاحتفال بعيد أوبه في واسة (طيبة) برهاناً علي تقواه وسخائه نحو معبده وكسباً لتأييد كهانة من وراء كبيرهم "نبت وننف"، يدعمون ما هو حريص عليه أو يحتاج إليه من سلطان ويعلون كلمته. وما ندري لعلهم بذلك يقضون علي ما عساه كامنا في بعض النفوس والضمائر من شبهة في إرث العرش وحق لمن سواه فيه، وأن ينطلق من بعد تلك الزيارة إلي مدينة برعمسي، التي أثرتها أسرته حيث نشأت، عاصمة للبلاد شرقي الدلتا، علي أن يعرج في طريقة إليها علي أبجو (أبيدوس) موطن أوسير وكهانة ومرقد ملوك مصر الأوليين، ويلم هناك بمعبد أبيه الذي لم يكتمل لينظر في استكماله، حيث عمد هناك فيما نسميه بلغتنا الحديثة إلي عقد مؤتمر واسع النطاق لبيعته أو لتجديد بيعته ملكاً علي مصر، إذ كلف مستشاره أو حامل ختمه باستدعاء مدير السجلات وكبار رجال الدولة وأقبلوا عليه يزفون.