دراسة آثارية معمارية لمجموعة مآذن بمحافظة الغربية (غير منشورة وغير مسجلة)

تناول هذا البحث دراسة آثارية معمارية لمجموعة مآذن باقية بمحافظة الغربية بعدما تهدمت مساجدها الأثرية، وتم إحلالها بمساجد حديثة مع غياب الوعى الآثارى، وعدم تسجيلها ضمن الآثار الإسلامية لضمان حمايتها والحفاظ عليها، الأمر الذى يهدد بتدميرها وزوالها.
تمثل هذه المآذن واحداً من أهم عناصر التشکيل الخارجي لواجهات المساجد التي کانت توجد بها، کما أن لها رمزية ودلالة فى العمارة الدينية الإسلامية ربما يرجع إليها السبب فى بقائها، وهى على الترتيب التاريخى مئذنة مسجد سيدى نصر بقرية القرشية مرکز السنطة (1306هـ/1888م)، ومئذنة مسجد سيدى خليفة بقرية أبيار مرکز کفر الزيات (1313هـ/1895م)، ومئذنة مسجد سيدى موسى بقرية الهياتم مرکز المحلة الکبرى (1325هـ/ 1907م)، ومئذنة مسجد سيدى فخرالدين بقرية طوخ مزيد مرکز السنطة (1330هـ/ 1912م)، ومئذنة المسجد الکبير بقرية محلة مرحوم مرکز طنطا (1330هـ/ 1912م)، ومئذنة مسجد سيدي عبدالله بن الحارث بقرية صفط تراب مرکز المحلة الکبرى (1332هـ/1914م)، ومئذنة مسجد سيدى محمد عبدالرحيم بطنطا (1339هـ/1920م).
جميع هذه المآذن فى منطقة جغرافية واحدة هى محافظة الغربية، ويرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجرى/العشرين الميلادى، کما أنها غير مسجلة  فى عداد الآثار الإسلامية وغير منشورة ويتم دراستها ونشرها لأول مرة.
يتبع البحث  المنهج الوصفى الاستقرائى من خلال المسح الآثارى و الدراسة الميدانية في الدراسة الآثارية لهذه المآذن يتضمن دراسة جغرافية توضح موقع الأثر ودراسة تاريخية تثبت تاريخ الأثر وتراجم للمنشئين، ودراسة وصفية دقيقة لکل أثر تشمل التکوين العام للمئذنة، ومواد البناء، وطريقة الوصول إليها، ووصف المئذنة من الخارج ومن الداخل، ووسائل الإنارة والتهوية وأهم ما يميز کل مئذنة من الناحية المعمارية والفنية.
کما يتبع البحث المنهج التحليلي من خلال التأصيل، والمقارنة، والتحليل في الدراسة الآثارية للمآذن موضوع البحث يشمل مواد وطرق البناء، والشکل العام، والعناصر المعمارية والزخرفية.
وإلى جانب الدراسة الآثارية فقد اهتم البحث برصد کل مظاهر التعديات والمخاطر التي تهدد هذه الآثار واقتراح الحلول بشأنها، کما أوصى بضرورة تسجيلها لحمايتها والمحافظة عليها.
يهدف البحث إلى دراسة ونشر مجموعة من المآذن الأثرية محددة المکان (محافظة الغربية) والزمان (النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجرى/العشرين الميلادى) حتى يتسنى لنا رصد ومتابعة التطور في بناء المآذن وزخرفها وطرز عمارتها والتأثيرات المتبادلة فى هذا المجال  ما بين القاهرة والأقاليم لإلقاء الضوء على حلقة جديدة  کانت تعوذنا فى هذا المجال أو نقف على نمط جديد أو طراز محلى لبناء المآذن فى تلک الفترة.